الثعلبة البقعيّة وتساقط الشّعر
تُعرّف الثّعلبة بأنّها تساقط للشّعر مؤقّت أو دائم في فروة الرّأس أو الجسم بالكامل ويظهر عادةً على شكل بقع صلعاء. قد ينتج داء الثّعلبة عن حالات طبيّة أو وراثيّة أو تغيّرات هرمونيّة، أو قد يكون جزءًا طبيعيًّا من مرحلة الشّيخوخة. يمكن لأيّ أحد أن يتساقط شعره، إلّا أنّ الرّجال هم الأكثر عرضة لذلك. 74
الثّعلبة البقعيّة هي أحد أنواع الثّعلبة، وهي المصطلح الطّبيّ لتساقط الشّعر مسبّبًا صلع موضعيّ. 75
يعتبر مرض الثّعلبة البقعيّة من أمراض المناعة الذّاتيّة. 76 إذ يهاجم الجسم بصيلات الشّعر الخاصّة به بشكل أساسيّ (الّتي ينمو منها الشّعر)، ممّا يؤدّي إلى تساقط الشّعر في أيّ مكان من الجسم77، الأمر الّذي يظهر على شكل صلع موضعيّ. يصيب داء الثّعلبة العديد من الأشخاص الّذين يتمتّعون بصحّة جيّدة على الرّغم من تساقط الشّعر وتغيّرات الأظافر أحيانًا، وهو يصيب كلّا من الرّجال والنّساء بشكلٍ متساوٍ. وبينما يمكنه أن يصيب الفرد مهما كان سنّه، فإنّ الأطفال 78 والشّباب هم الأكثر عرضةً، حيث يتأثّر 30 إلى 48% من الأفراد قبل بلوغ العشرين من العمر. 79
يختلف معدّل تساقط الشّعر أو الصّلع. ففي بعض الحالات، يقتصر ذلك على مناطق قليلة. يمكن لتساقط الشّعر أن يكون أكثر خطورة عند بعض الأفراد. ففي حالاتٍ نادرةٍ، يفقد الفرد شعر رأسه بالكامل (داء الثّعلبة الكلّيّ) أو شعر جسمه بالكامل (داء الثّعلبة الشّاملة). يُعتقد أن التّركيب الجيني للفرد بالإضافة إلى الفيروس أو المادّة الّتي يتّصل ويتفاعل معها أمر قد يؤدّي إلى تفاعل المناعة الذّاتيّة لداء الثّعلبة. 80
وتجدر الإشارة إلى أنّ داء الثّعلبة هو مرض متقلّب: إذ ينمو الشّعر مرّة جديدة عند بعض الأفراد، إلّا أنّه يتساقط مجدّدًا في وقتٍ لاحق، في حال ينمو من جديدٍ ويبقى عند أفرادٍ آخرين. فلكلّ فردٍ حالة مميّزة. وعلى الرّغم من فقدان الفرد شعره بالكامل، فقد ينمو مجدّدًا. 81
كيف يتمّ تشخيص داء الثّعلبة: 82
يفحص طبيب الأمراض الجلديّة بعنايةٍ منطقة (مناطق) تساقط الشّعر وكذلك الأظافر، ويستجوب الفرد. قد يكون هذا كافيًا لتشخيص الحالة. ومع ذلك، ونظرًا لوجود العديد من أسباب تساقط الشّعر عند الرّجال والنّساء، قد يلزم الطّبيبُ الفردَ بإجراء اختبار للتّأكّد من أنّ تساقط الشّعر ناتج عن داء الثّعلبة.
علاجات داء الثّعلبة: 83
يشكّل عمر الفرد، ومكان تساقط الشّعر، ومعدّل تساقطه نقاطًا أساسيّة يأخذها طبيب الأمراض الجلديّة بعين الاعتبار عندما يكون العلاج ضروريًّا. من المهمّ تثبيت فكرة أنّه ما من علاج واحد يناسب جميع الحالات. قد يحتاج المصاب بهذا الدّاء إلى تجربة أنواع مختلفة من العلاجات أو الأدوية للعثور على العلاج المناسب له.
قد تشمل علاجات داء الثّعلبة ما يلي: 83
دواء الكورتيكوستيرويد: قد يساعد دواء الكورتيكوستيرويد، الّذي يصفه الطّبيب، على إعادة نموّ الشّعر. يتم تطبيق هذا الدّواء مرّة أو مرّتيْن يوميًّا على البقع الصّلعاء.
حقن الكورتيكوستيرويد: يتمّ حقن الكورتيكوستيرويد بواسطة إبرة صغيرة في بقع الجلد الصّلعاء. ويقوم طبيب الأمراض الجلديّة عادةً بإعطاء هذه الحقن، وتعاد كلّ أربعة إلى ستّة أسابيع.
دواء المينوكسيديل: قد يساعد دواء المينوكسيديل على إعادة نموّ الشّعر بعد التّوقف عن استخدام دواء الكورتيكوستيرويد. لهذا الدّواء آثار جانبيّة قليلة، ممّا يجعله اختيارًا جيّدًا للأطفال. في الواقع، يحتوي منتج ريجين على المينوكسيديل، لذا ينصح باستخدامه.
دواء الأنثرالين: يمكن تطبيق هذا الدّواء على البقع الصّلعاء، وتركه للمدّة الّتي يوصي بها طبيب الأمراض الجلديّة، ثم غسله.
العلاج المناعيّ الموضعيّ: يسبّب العلاج المناعيّ الموضعيّ ردّ فعل تحسّسي ينبّه جهاز المناعة. بعض المركّبات المستخدمة في هذا العلاج هي: ثنائي الفينيل (DPCP)، أو ثنائي نيتروكلوروبنزين (DNCB)، أو ديبوتيلستر حمض سكواريك (SADBE).
كما يمكن للّذين يعانون من الثّعلبة تجربة مجموعة متنوّعة من التّقنيات التّجميليّة والوقائيّة. تجدون فيما يلي بعض الأمثلة لتغطية البقع الصّلعاء: مكياج لإخفاء تساقط الشّعر أو لتقليله، أو ارتداء نظّارات شمسيّة لحماية العيون من أشعّة الشّمس بخاصّة في حالة تساقط الرّموش، أو اعتمار ما يغطّي الرّأس، أو اعتماد نظام غذائيّ متوازن، أو تقليص التّوتّر. 84
في الختام، قد يكون داء الثّعلبة مقلقًا، بخاصّة بسبب تأثيره غير المتوقّع في تساقط الشّعر. من الضّروريّ المتابعة مع طبيب الأمراض الجلديّة باستمرار، بالإضافة إلى السّعي للحصول على أيّ دعم قد تحتاجونه.
المراجع:
74https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/hair-loss/symptoms-causes/syc-20372926
75 https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/12423-alopecia-areata
76 Han, G. (2017). The changing landscape of alopecia areata: an introduction. Advances in therapy, 34(7), 1584-1585.
77 https://www.aad.org/public/diseases/hair-loss/types/alopecia
78 Nanda, A., Al‐Fouzan, A. S., & Al‐Hasawi, F. (2002). Alopecia areata in children: a clinical profile. Pediatric dermatology, 19(6), 482-485.
80 Lu, W., Shapiro, J., Yu, M., Barekatain, A., Lo, B., Finner, A., & McElwee, K. (2006). Alopecia areata: pathogenesis and potential for therapy. Expert reviews in molecular medicine, 8(14), 1-19.
81 https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/12423-alopecia-areata
83 https://www.aad.org/public/diseases/hair-loss/types/alopecia/treatment
84 https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/12423-alopecia-areata